accessibility

في عيدك ي اردن

مؤاب - في عيدك يا أردن: كلمات من ابن المدينة الوردية

"وطن يتجذر في التاريخ ويزدهر في الحاضر بقيادة الهاشميين"

من البتـرا، المدينة الوردية التي نُقشت على صفحات الجبال كأنها آية في سفر الخلود، والتي شمخت كبرياءً بين الصخور والعصور، أُرسل كلماتي متوشحةً بإخلاص وانتماء لهذا الوطن الذي سكن في قلوبنا كما تسكن الأرواح في الأجساد.

في عيد استقلالك، يا أردن، نرفع الهامة لا فخرًا بك فحسب، بل شكرًا لك، لأنك وطن الخلود الذي لا نقبل غيرك، ولأنك النشيد الذي حفظناه عن ظهر قلب، منذ كنا نتهجّى اسمك على مقاعد الطفولة، وحتى صرنا نحمله شرفًا ومسؤولية في ميادين العمل والعطاء.

من الملك المؤسس عبد الله الأول، الذي خط بدمه الطاهر أولى حروف الاستقلال، فغدت المملكة الأردنية الهاشمية حقيقةً مشرقةً على خارطة العزة.

ومن بعده، حمل الراية الملك طلال، رجل الدستور وراعي الفكر، فأسس للأردن العدالة والشرعية.

ثم جاء الملك الحسين بن طلال، الملك الإنسان، وباني نهضة الأردن الحديث، الذي أدار دفة الوطن بحكمةٍ قلّ نظيرها، في أحلك الظروف، وأشد المحن، فكان للأردنيين أبًا، وللعرب سندًا، وللعالم صوت حقٍ لا يلين.

وفي مشهد الوفاء الذي لا يُنسى، سلّم الملك الحسين الأمانة لابنه الملك عبد الله الثاني، الملك الذي تسكنه الرجولة، وتحف به الحكمة، ويسير في الناس بالصدق والبصيرة. فتابع المسير، وعزّز البنيان، وجعل من الأردن واحةً للأمن والعلم، ومنبرًا للسلام وكرامة الإنسان.

هكذا تسلسلت الراية من يدٍ هاشمية إلى يد، ومن عهدٍ ناصع إلى عهد، فظل الأردن – رغم كل التحديات – وطنًا عصيًا على الانكسار، تصغي له الامم و تنصت عندما يتحدث مَلكًا على رأسه التاج والنخوة والحكمة، يعضده و يسانده ولي عهده الشاب ذو الرؤية العصرية الحديثة المفعم بالنشاط والحيوية الذي تتلمذ في مدرسة الهاشميين ، وتريى على يد ملكة وأم زرعت فيه حب الوطن والشعب والامة ديدنها نهضة الاردن وتطور التعليم و تعزيز مكانة المرأة والشباب في المجتمع الاردني.

وما يبعث على الطمأنينة في القلب أن هذا الوطن، كما هو راسخ بقيادته، فهو متينٌ بشعبه، مرهوب الجانب بأجهزته الأمنية التي أثبتت مرارًا أنها صمّام الأمان، وسياج الكرامة، ودرع السيادة. ففي كل جندي ودركي ومخابراتي ورجل أمن ، تقرأ قسم الوفاء وتلمس يقظةً لا تنام، وولاءً لا يتزعزع، وإيمانًا راسخًا بأن حماية الأردن شرف لا يُضاهى.

لقد علّمتنا البترا أن لا شيء يستحيل على من آمن بالحلم، وأن نحت الصخر بالإرادة يخلّد الحكاية للأبد. وها هو الأردن، بملكٍ هاشميٍّ حكيم، وشعبٍ ينهل من معين المجد، ومؤسساتٍ تزرع الغد، يمضي واثق الخطى نحو مستقبل تزدهر فيه قيم العدالة والرحمة والعلم.

فاصبح الوطن في كل القطاعات بيت خبرة، متطورا يسابق الزمن في الحداثة بسواعد ابناءه. وتطور القطاع الصحي واصبحى مرجعا على مستوى الاقليم، ويقدم الممرضين الاردنيين اجمل صورة للتمريض ومرآة صادقة لروح الوطن؛ فهي العطاء الذي لا يُنتظر منه جزاء، والبذل الذي لا يُقاس بالمقاييس، نستلهم الدعم و التوجيه من سمو رئيس المجلس الاميرة منى الحسين صاحبة الرؤية الثاقبة و استشراف المستقبل التي وضعت التمريض الاردني في مكانة متقدمة على الخارطة العالمية ، ففي كل ممرضة وممرض، نجد نبض هذا الوطن، ونبصر في عيونهم الانتماء الوطني، وحرارة وشرف القسم الإنساني.

ومن هنا، ومن أرض أردننا الأبي، نجدد العهد للوطن و المليك و نستذكر أمجاد الماضي وعزائم الحاضر، ليبقى الوطن صامدا كالجبال، شامخًا قويا وعزيزًا. وها نحن اليوم، نعيش العيد الوطني بالاستقلال في رعاية الهاشميين، متطلعين إلى المستقبل، مؤمنين أن الراية التي انطلقت من صخور البتراء ستظل تُرفرف عالية في سماء المجد والخلود.

أدامك الله، يا أردن، حرًّا أبيًّا، وأدام على ترابك نعمة الأمن والطمأنينة، في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة،التي ما توانت يوما عن حمل الامانة و الذود عن كرامة الأمة .

وكل عام وأنت في علياء المجد، يا أردننا الشامخ كجبالك الصامدة ،وسهولك المعطاءة وصحرائك الصلبة وابنائك النشامى اهل النخوة و الفزعة والرجولة والكرم .

الدكتور هاني النوافلة

أمين عام المجلس التمريضي الأردني

ابن المدينة الوردية – البتـرا

كيف تقيم محتوى الصفحة؟